تحوّل الكلاسيكو الأخير، الذي استضاف فيه برشلونة غريمه ريال مدريد على ملعب لويس كومبانيس الأولمبي في مونتجويك، إلى أكثر من مجرد مواجهة كروية ضمن الجولة الـ35 من الدوري الإسباني، إذ شكّل حدثاً اقتصادياً استثنائياً في تاريخ النادي الكتالوني، الذي أعلن تحقيق أرقام مالية غير مسبوقة تجاوزت كل التوقعات المرتبطة بمباراة واحدة. ومع أن الفريق يخوض مبارياته مؤقتاً بعيداً عن ملعبه الأساسي سبوتيفاي كامب نو بسبب أعمال التجديد، فإنّ هذه الأرقام تؤكد أنّ المشروع الحالي بات مثالاً ناجحاً في استغلال قوة المباريات الكبرى من الناحيتين التجارية والتسويقية.

ووفقاً للتفاصيل التي نشرتها صحيفة موندو ديبورتيفو الإسبانية أمس الثلاثاء، بلغت الإيرادات التي حققها نادي برشلونة من مواجهة الكلاسيكو 13 مليوناً و846 ألف يورو، وهي أعلى إيرادات سجلها "البلاوغرانا" في مباراة واحدة، وقد ساهمت منصة كبار الشخصيات بـ4.25 ملايين يورو من هذا الرقم، بينما شهدت المدرجات حضور 50 ألفاً و319 مشجعاً، وهو أعلى رقم منذ انتقال تشكيلة المدرب الألماني هانسي فليك (60 عاماً)، إلى ملعب مونتجويك مؤقتاً.

وأضافت الصحيفة أنّ النادي الكتالوني، ورغم تقليص عدد التذاكر المطروحة للبيع بنسبة 13% مقارنة بالموسم الماضي نتيجة ارتفاع عدد حاملي التذاكر الموسمية من 17 ألفاً و699 تذكرة إلى 22 ألفاً و600 تذكرة، فإنه نجح في رفع الإيرادات الإجمالية بنسبة 57%، علماً أنّ الفريق خاض أيضاً أربع مباريات إضافية مقارنة بالموسم الماضي، ما ساهم في رفع متوسط العائد من كل مباراة إلى 2.8 مليون يورو، مقابل مليوني يورو في الموسم الماضي، أي بزيادة مباشرة بلغت 22%، وتُظهر هذه الأرقام نجاحاً استثنائياً في إدارة العوائد المالية.

وأما على صعيد الحضور الجماهيري، فقد أنهى برشلونة موسمه في ملعب مونتجويك بمعدل 45 ألفاً و962 متفرجاً في كل مباراة، بزيادة قدرها 14% مقارنة بالموسم السابق. واللافت أن الحضور لم ينخفض تحت حاجز 40 ألف مشجع سوى في مباراة واحدة فقط أمام ليغانيس، بينما شهد الموسم المنصرم 12 مباراة انخفضت فيها الأعداد عن هذا الرقم. وتؤكد هذه المؤشرات أن الجماهير استجابت بنجاح لتجربة اللعب في الملعب المؤقت، ما ساعد في استقرار الإيرادات وتحقيق نتائج فاقت التوقعات.

وأجرى نادي برشلونة، في سبيل التكيّف مع هذا الواقع الجديد، سلسلة من التحسينات الضرورية لمرافق ملعب لويس كومبانيس الأولمبي بما يتماشى مع متطلبات رابطة الدوري الإسباني والهيئات القارية والدولية، ولذلك زُودت المداخل ببوابات إلكترونية ذكية لتعزيز سهولة الدخول والخروج، مع إعادة تركيب جميع المقاعد الواقعة ضمن مسارات الإخلاء المخصصة للمباريات الكبرى والحفلات، كما عمل النادي بالتعاون مع بلدية برشلونة على خطة تنقّل متكاملة لتأمين سلامة الجماهير وتخفيف الضغط على محيط جبل مونتجويك.

واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن الكلفة الإجمالية لأعمال تهيئة ملعب لويس كومبانيس الأولمبي، وخطة التنقل المصاحبة لإقامة الفريق في مونتجويك، بلغت 24 مليون يورو، تكفّل بها نادي برشلونة بالكامل، وخُصص من هذا المبلغ 20 مليون يورو لأعمال التطوير داخل المنشأة، فيما وُجهت أربعة ملايين يورو لخطة النقل العام والتنقل المستدام. أما التكاليف المرتبطة بالخدمات والشركات التابعة لبلدية برشلونة، نتيجة إقامة النادي خلال موسمي 2023-2024 و2024-2025، فقد بلغت نحو 16.9 مليون يورو، بتقديرات مالية قيد الإغلاق النهائي للسنة المالية.